29 - 06 - 2024

مؤشرات | الكذب الأمريكي من اليمن إلى العراق وسوريا

مؤشرات | الكذب الأمريكي من اليمن إلى العراق وسوريا

تصر الولايات المتحدة الأمريكية على العبث بقواتها في المنطقة، فمن اليمن في جنوب الجزيرة العربية إلى الشمال العربي في سوريا والعراق، تستخدم أسلحتها في عقاب أوهام تعيش في رأسها فقط، دون دليل قاطع على ما تدعيه من قيام جماعات بضرب مصالحها في الشرق الأوسط.

ومما لا شك فيه أن أمريكا في كل أفعالها تخاطب إيران، بدعوى ضرب أذرعها في المنطقة، التي تدعي أنها هي التي تضر بمصالح واشنطن في تلك المنطقة الملتهبة من العالم، دون النظر إلى حجم الأضرار التي تُسفر عنها الهمجية الأمريكية على شعوب تلك الدول ومحيطها.

ومن غرائب الأمور أن أمريكا تتصور أنها ستقابل بالترحيب والتهليل لإحتلالها الجديد في صورة قواعد عسكرية في المنطقة هدفها حماية مصالحها وربيبتها إسرائيل أولا وأخيرًا، وليست مصالح تلك الدول التي وافقت حكوماتها على (استضافة) تلك القواعد، وإن كانت في الأساس هي حماية أنظمة معينة.

ومن حق العراق وسوريا الرد على الإنتهاكات والعدوان الأمريكي، ومن هنا جاء التحذير العراقي على لسان محمد شياع السوداني رئيس الوزراء من أثر هذا العدوان على أمن واستقرار المنطقة، مبينًا أن أمريكا أقدمت على ارتكاب عدوان جديد على سيادة العراق، إذ تعرضت مواقع قواتنا الأمنية، في منطقتي عكاشات والقائم، فضلاً عن الأماكن المدنية المجاورة، إلى قصف من عدة طائرات أمريكية، والتي أفضت عن مقتل 16 شخصا، بينهم مدنيون، إضافة إلى 25 جريحا، وأوقعت خسائر وأضرارًاً بالمباني السكنية وممتلكات المواطنين.

وبالفعل كما قال شياع السوداني أن الجانب الأمريكي تعمد التدليس وتزييف الحقائق، بالقول أن هناك تنسيق مُسبق لتنفيذ الهجمات مع الحكومة العراقية، وهو "ادعاء كاذب يستهدف تضليل الرأي العام الدولي، والتنصل من المسؤولية القانونية لهذه الجريمة المرفوضة وفقاً لجميع السنن والشرائع الدولية".

ومما لا شك فيه أن واشنطن، وفقا لتعبير السوداني،- وبهذه الضربة العدوانية، ستضع الأمن في العراق والمنطقة على حافة الهاوية، كما أنها تتعارض وجهود ترسيخ الاستقرار المطلوب.

ومن حق بغداد أن تؤكد لأمريكا أنه لا يمكن القبول بأن تكون أراضي العراق ساحة لتصفية الحسابات وعلى جميع الأطراف أن تدرك ذلك، فأرض العراق وسيادته ليس المكان المناسب لإرسال الرسائل واستعراض القوة.

ولم تقف سوريا مكتوفة أمام العدوان الأمريكي الهمجي، فقد أدانت وزارة الدفاع السورية واشنطن، معتبرة أن ذلك يستهدف الجيش السوري وإضعافه في مواجهة الإرهاب.

ولا يمكن إلا أن نتفق مع ما قالته سوريا بأن واشنطن وقواتها العسكرية متورطة ومتحالفة مع تنظيم داعش، وتعمل لإعادة إحياء ذراع ميداني لها سواء في سوريا والعراق بكل الوسائل، خصوصا أن المنطقة التي استهدفتها الهجمات الأمريكية شرقي سوريا هي ذاتها المنطقة التي يحارب فيها الجيش السوري بقايا التنظيم.

وكل الحق مع دمشق فيما قالته وزارة الدفاع برفضها للوجود العسكري الأمريكي في سوريا، كما لا يمكن أن يستمر هذا الوجود، وحقا كما قالت الخارجية السورية "إن ما ارتكبته الولايات المتحدة يؤدي إلى تأجيج الصراع في الشرق الأوسط بطريقة خطيرة للغاية".

ومن المهم أن تدرك أمريكا أن وجودها في المنطقة أصبح مرفوضًا كليًا، على مستوى الرسمي، والشعبي، والقول بأنها تحمي المنطقة، ما هو إلا قول مغلوط، فوجودها دمر دولا عربية، والعراق وسوريا خير مثال على ذلك.

ولم يعد أحد يصدق الكذب الأمريكي، والذي أثبتته وقائع تاريخية على مدى سنوات طويلة، خصوصا خلال الربع قرن الأخير، فقد ظلت تكذب سنوات طوال، وصنعت جماعات وعصابات في كل مكان، والعديد منها انقلب عليها، ليعري سياساتها.. والآن وقبل الآن لم يعد ينطلي على أحد هذا الكذب، والذي يرمي إلى مزيد من إضعاف دول عديدة، لتوفير غطاء حماية للصهيونية أولا وأخيرا.
-----------------------------------
بقلم: محمود الحضري

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | استثمار زراعي .. ولا مكان لصغار الفلاحين





اعلان